٢٩/٢/٢٠٠٨
تصوير:فؤاد الجرنوسى
عصام الحضري يداعب الكرة برأسه في آخر مران له مع الأهلي قبل مباراة المصري بـ24 ساعة
أبدي عصام الحضري، حارس مرمي الأهلي الهارب سعادته بالانضمام إلي نادي سيون السويسري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول بمقر النادي، بحضور رئيس النادي السويسري كريستيان قسطنطين، وتمني الحضري أن يوفقه الله في أولي خطواته الاحترافية.
وقال خلال المؤتمر: اختياري نادي سيون يرجع لأنه صاحب أول عرض رسمي أتلقاه بعد بطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا، وأحلم بتحقيق البطولات مع النادي، كما حققتها مع الأهلي ومنتخب مصر.
وأشار الحضري إلي أن انتقاله لسيون يعد خطوة في طريقه للاحتراف بأحد الأندية الكبري أوروبيا، وشدد علي أن تركيزه في الفترة الحالية منصب علي تحقيق الفوز مع ناديه الجديد، وتمني أن يساهم في تحسين مركز الفريق بجدول الدوري، مؤكدا أن ذلك هو واجبه مع زملائه بالفريق لإسعاد جماهير سيون، حتي يكون جديراً بالثقة التي وضعها فيه مسؤولو النادي. وأكد الحضري أنه يرتبط بعلاقة قوية مع قسطنطين رئيس النادي، مشيرا إلي أن الجهاز الفني واللاعبين رحبوا به وسعداء بانضمامه لصفوف الفريق.
من جانبه، أكد قسطنطين رئيس النادي، أنه سعيد بانضمام الحضري قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية بسويسرا، مشيرا إلي أنه سيساهم في تحسين مركز الفريق في جدول الدوري لما يتمتع به من خبرة وبراعة، مشددا علي سلامة موقف ناديه في التعاقد مع الحضري، وألمح إلي إمكانية مشاركته في المباراة المقبلة أمام نيوشاتيل ببطاقة مؤقتة.
وقال قسطنطين: موقفنا قوي في هذه القضية، خاصة أمام المحكمة الرياضية، وكشف الحضري في حوار له مع «العربية نت» أن عقد احترافه مع نادي «سيون» مدته ثلاث سنوات ونصف، ولم يتم حتي الآن الاتفاق علي قيمة المقابل المادي الذي سيتقاضاه، وأكد أن الخطوة التي اتخذها كانت صحيحة ومدروسة وليس نادماً عليها، فبعد عامين علي الأكثر، «سيطلب منه الأهلي الذهاب إلي بيته بسبب السن، وحينها لن يجد أحداً يذكره».
وقال: إنه لم يتصل بأي مسؤول في الأهلي طالباً وساطته للعودة إلي ناديه، وذلك علي خلاف ما نشر في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية علي لسان هذا المسؤول، وأضاف أن لديه الكثير من الحقائق التي سيفصح عنها بعد أسبوع، معرباً عن أمله في حصوله علي بطاقة مؤقتة من الاتحاد الدولي، قائلاً: «أعتقد أنه سيعطيني البطاقة مع صرف تعويض للأهلي حوالي ٢٠٠ ألف يورو، وهذا المبلغ يعتبر نصف ما عرضه نادي سيون علي الأهلي».
ونفي الحضري اتهامه بالهروب قائلاً: «لم أكن تاجر مخدرات ولا لصاً ولا نصاباً كي يتهموني بذلك،. وإذا كان الأهلي متمسكاً بي فهذا شيء يشرفني، ولكن للأسف ما حدث معي ليس مفهوماً علي الإطلاق».
وأضاف: «المسألة بصراحة شديدة لم تكن هناك نية التمسك بي، فقد حيروني معهم بموقفهم غير الواضح، لدرجة أني جلست مع نفسي وحاولت أن أفهم ما يريدونه، هل يريدون بيعي أم لا، وهل موافقون علي أن أرحل أم لا، وكيف يحسبون الأمور.. كلها تساؤلات لم أجد لها رد أو تفسيراً منطقياً». وأضاف الحضري: «أي إنسان في العالم من حقه أن يحلم ويطمح بفرصة أفضل في حياته العملية، وبالنسبة لي كان الاحتراف في ناد كبير أقصي أحلامي وأمنياتي، فلماذا اعتبروا السعي لتحقيق هذه الأمنية جريمة؟».
وتابع: «أعلنت علي الملأ وفي كل أحاديثي أن فضل النادي الأهلي فوق رأسي ولن أنسي جميله ولن أنكره، وسأظل مديناً له بالولاء وأحب ترابه وناسه، لأنه في الأول وفي الآخر بيتي الذي أعشقه وتربيت فيه».
وأضاف عصام الحضري قائلاً: «لكن لا أحد ينكر أيضاً أنني قدمت للأهلي أقصي ما عندي طوال ١٢ سنة، ويعرف الجميع أنني لم أضع يوماً أي شرط جزائي في عقودي معهم، وبعد كل هذا يعاقبونني لأنني تمنيت الاحتراف وجاءت لي الفرصة وقررت ألا أتركها». وعن خلفيات صفقة نادي «سيون السويسري» قال الحضري: «جاء مسؤولون من النادي للتفاوض معي في كوماسي أثناء البطولة الأفريقية، وتحديداً قبل مباراة أنجولا في ربع النهائي، فرفضت التفاوض معهم في أي شيء».
أضاف: «قلت لهم بشكل صريح وواضح إن الكلام يجب أن يكون مع إدارة الأهلي وليس معي، فتقبلوا ذلك، وبالفعل لجأوا إلي إدارة النادي، وهذا أبسط دليل علي أن تلك المفاوضات التي دارت لم تكن مفاجأة كما أشاعوا، بل إنهم دخلوا البيت من بابه وليس من الشباك». وأوضح الحضري أن «سيون» عرض علي الأهلي ٤٠٠ ألف يورو بالإضافة إلي ٥٠% من أي عقد في حال انتقالي لأي ناد آخر، وعلق علي ذلك بقوله: «لو نادي سيون مجرد كوبري كما أشاعوا، وأراد بيعي بعد ذلك بسعر أعلي، فمن حق النادي الأهلي أن يأخذ نصف قيمة البيع، وكان هذا هو الاتفاق الذي دار، ولكن حدثت أشياء غريبة وتعنت في المعاملة من الأهلي لا أعرف سرها أو سببها».
وحول تعاقده مع ناد آخر قبل إنهاء الموسم الجاري مع الأهلي، قال الحضري: «أعلنها وبمنتهي الصدق أنني كنت لن أستمر أبداً حتي انتهاء عقدي مع الأهلي في ظل هذا العرض السويسري لسبب بسيط جداً، وهو أن الفرصة لن تأتي إلا مرة واحدة». وأضاف: «لو فاتني القطار الأوروبي فلن يعود لي مرة أخري، لأنه لم يقف من قبل لأحد ولن ينتظر فيما بعد أي أحد أياً كان، وكفي ما فعله النادي الأهلي معي سابقاً، والفرصة التي أضاعها مني».
وبسؤاله عن هذه الفرصة، وهل كانت عقد احتراف في الخارج وماذا كان مصيرها، أجاب الحضري أنه بعد حصول المنتخب المصري علي بطولة الأمم الأفريقية عام ٢٠٠٦ وحصوله شخصياً علي لقب أحسن حارس في أفريقيا جاءه عقد احتراف في ناد تركي كبير، وقال: «عندما تكلمت مع النادي الأهلي وقتها وأوضحت رغبتي في الاحتراف لم يوافقوا، وقالوا لي اصبر إلي نهاية الموسم وسوف يأتي لك سعر أعلي وعقد أفضل».
وتابع: «عملت بالنصيحة وصبرت ومرت الأيام والشهور، ولم يأتني أي عقد احتراف فندمت علي الفرصة التي فاتتني، والآن جاءت لي مرة أخري وبعد عامين عقب حصولنا علي بطولة غانا ومحافظتي علي لقب أفضل حارس في أفريقيا، فكان من رابع المستحيلات أن أضيعها». وأضاف الحضري فيما يخص المقابل المادي: «أنا شخصياً لم أنظر إطلاقاً إلي المقابل المادي، ولم تكن الاعتبارات المالية أول اهتماماتي، بل كان كل تفكيري في الاحتراف فقط، ولكن لا أستطيع أن أتجاهل أو أنسي حق زوجتي وأولادي الذي في رقبتي، فأنا أردت أن أؤمن لهم مستقبلهم مثل أي إنسان طبيعي».
وأضاف: «ثم إنني -ولا أخجل من قولها- تجاوزت سني ٣٥ عاماً، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث غداً، لأن الغد ليس مضموناً ولن يضمنه لي النادي الأهلي نفسه علي أي مستوي، ربما مثلاً بعد عامين علي الأكثر يقولون لي «اقعد خلاص في بيتك أنت سنك كبر»، وتساءل: ماذا سأفعل وقتها، هل سأسعي إلي الاحتراف بعد أن تصل سني ٣٨ عاماً وأي ناد سيقبلني إذن؟.. وماذا سأكون جنيت غير ضياع حلمي!». وقال: «سوف ألعب أولي مبارياتي مع سيون بمجرد حصولي علي البطاقة الدولية التي لم يوافق النادي الأهلي ولا اتحاد الكرة علي إرسالها، أما بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فأعتقد أنه سيعطيني البطاقة المؤقتة».
وبسؤاله عن سر اصطحاب زوجته معه فقط دون أولاده ضحك الحضري قائلاً: «سمعت وقرأت هذا الكلام العجيب، ولكن ما لم يضعوه في حسبانهم أنني ذاهب إلي سويسرا لكي ألعب وليس في رحلة، فكيف أصطحب أولادي معي -ثلاث بنات وولد-، وهم في المدرسة، ما عدا الولد، وفي فترة دراسية وليست إجازة،؟ وعما يقال «إنه اتصل بمسؤول كبير يطلب منه العفو والعودة إلي النادي الأهلي، نفي الحضري ذلك قائلاً: «سأكشف الحقائق الكاملة بعد أسبوع بالضبط»، رافضاً تفسير سر هذه المدة تحديداً